

ناهد إمام
همس الكلمات
لمة رمضان.. وموائد الخير وغزة!
ستظل أصالة المصريين على الدوام في كل المواقف، وبصورة خاصة في شهر الكرم والعطاء، ولا بد أن نفخر بهم، حيث تباروا في إقامة موائد الخير على مدى أيام الشهر الكريم، ليجتمع الجميع في لمة رمضانية بحب وتكاتف.
وقبل الحديث حول أعرق وأطول موائد الرحمن في مختلف الأحياء والمحافظات، كان هناك فريق عمل الاتحاد الإقليمي للجمعيات الأهلية بشمال سيناء ولواء دكتور خالد مجاور محافظ شمال سيناء وتفقد مصابي غزة بمستشفيات شمال سيناء، وإقامة موائد الطعام في شمال سيناء، التي كانت قائمة بصورة شبه يومية على قدم وساق، ليس من أجل إفطار صائم فقط ولكن لرعاية مصابي غزة وأسرهم، إيمانا مصريا على كل المستويات القيادة والشعب، بالقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في الحياة على أرضه.
كما لا يمكن أن ننسى، تجهيزات الإفطار الجماعي الذي يُقام يومياً طوال شهر رمضان المبارك في رحاب الجامع الأزهر، في أجواء روحانية تليق بمكانة الجامع الأزهر التاريخية والعلمية، حيث يُعد تقليدًا سنويًّا يجسد الدور الإنساني والدعوي للأزهر الشريف بقيادة فضيلة الإمام الأكبر أ.د أحمد الطيب، شيخ الأزهر.
وشدني كثيرا المنافسة بين موائد الرحمن في مختلف الأحياء، والمتطوعين من الشباب، والتباري في تقديم أفضل ما لديهم، لتظهر بصورة مشرفة وفخر لهم جميعا.
لتأتي في المقدمة أكبر حفل إفطار جماعي شعبي في مصر، وهي مائدة إفطار المطرية بحضور محافظ القاهرة، والتي يحرص أهالي عزبة حمادة بالمطرية على تنظيمها منتصف شهر رمضان من كل عام، منذ 11 عاما، مع توقفها عامي جائحة كورونا 2030 و2021، وتجهيز حوالي 50 ألف وجبة في ذلك اليوم، من خلال عشرين شارعًا خصصتها اللجنة المنظمة لإفطار المطرية، وتجهيز وطهي كميات ضخمة من اللحوم الحمراء، والبيضاء "الدواجن"، ومن المحاشي والأرز البسمتي والسلطات، وبتمويل يعتمد على الجهود الذاتية لأهالي الحي الشعبي، لتصبح المائدة الرمضانية الأشهر في مصر خلال السنوات العشر الأخيرة.
وتقام المائدة وسط تجمع أهالي الحي وروح التكافل والمودة بينهم.
كما تأتي أكبر مائدة إفطار جماعي على مسافة نحو ألف متر، بمنطقة البكري بشبرا الخيمة في محافظة القليوبية، حيث شارك في تنظيمها مختلف فئات المجتمع، من مسلمين ومسيحيين، وشخصيات عامة، وأعضاء مجلس النواب، وعمال النظافة، وتم تنظيمها بالتعاون مع المجتمع المدني، وتجهيز أكثر من 5 آلاف وجبة، بجانب مساهمات الأهالي الذين خرجوا بوجباتهم، في مشهد يجسد التلاحم الوطني.
وتأتي لمة أهالي حي إمبابة للعام الرابع على التوالي، على مائدة إفطار بطول نصف كيلو، بمنطقة البصراوي بحضور حوالي 4 آلاف من الصائمين من مختلف الفئات والأعمار، بمساعدة كل الأهالي ودعمهم، حيث يتقاسمون الأعمال فيما بينهم، فمنهم من يقوم بشراء الأطعمة وتجهيزها، ومنهم من يتولى تجهيز العصائر والمشروبات والحلويات، ومنهم من يقوم بتجميل الشارع بالزينة والأنوار، وآخرون يتولون دور الإشراف والتنظيم واستقبال الصائمين.
ومائدة إفطار مدينة الخصوص بمنطقة الرشاح بمحافظة القليوبية، وإفطار حوالىطي 12 ألف صائم يفطرون معًا في أكبر إفطار رمضاني عبر مائدة "وطن واحد"، التي تزينت بأعلام مصر.
وعلى مدار 15 عاما، تأتي يوميا مائدة الرحمن الأكبر والأشهر بمحافظة كفر الشيخ، التي تقدم حوالي 1200 وجبة بصورة متصلة يومية، بمشاركة الأطفال والشباب، متبرعين للمشاركة في إعداد الوجبات ومحبين للعمل التطوعي، مثالا لعطاء الشباب دون مقابل.
وجاءت مائدة حفل إفطار المنصورة تحت شعار "المنصورة هتفطر مع بعض"، في عامها الـ7 على التوالي على الممشى السياحي الجديد على مياه النيل بالمنصورة، لتظهر مدى ترابط وتكاتف المصريين، مع رسم البهجة والسعادة وإدخال السرور على قلوب الكبار والأطفال.
كما جاءت مائدة الرحمن المختلفة، في حارة الأميرة يوسف بالسيدة زينب، حيث تم إقامتها بالجهود الذاتية لأهالي المنطقة، وشارك كل بيت في إعدادها بالمال والجهد والطعام، لتجسد مائدة الإفطار نموذجًا رائعًا للتكافل الاجتماعي، وفي أجواء دافئة يغمرها الحب والكرم.
وأيضا في سيناء كان مشهد إقامة أطول مائدة إفطار على البحر بمدينة دهب بمشاركة مئات من السائحين والمواطنين من كل الأطياف، للتذكرة أن شهر رمضان الكريم هو شهر الانتصارات.. وغيرها من موائد الرحمة والتكافل في مختلف المحافظات.
ألستم تتفقون معي أن الخير دائما في قلوب المصريين، ووحدتهم وتكاتفهم ليس له مثيل، ولا يمكن لأحد من خفافيش الظلام اختراق تلك الصفوف المجتمعة على الحب والعطاء؟!